Saturday, August 06, 2005



لميت أحلامي في صندوق وعزلت



كتبت: غادة



مش هاقدر أنسى اليوم اللي سبنا فيه شقتنا القديمة..
قد إيه كان صعب إن الواحد يدي ظهره لـ 20 سنة من عمره، ويودع حيطان شافته وهو بيكبر .. قد إيه كان صعب إن الواحد يشيل نجومه من على أسقف أوض النوم.. ويلم أحلامه وذكرياته في صندوق، ويقفل الباب على الفراغ وصدى الصوت ..


حتى بعد وفاة والدي، وحتى بعد ما انتقلنا للشقة الجديدة، لسه باقدر أحس بالدفا في بيتنا القديم .. وأشم ريحة اللافندر اللي كان بيحطها بابا بعد الحلاقة .. وأشم ريحة الرز بلبن اللي ماما كانت بتعمله لينا في الصيف عشان نطلع ناكله فوق السطوح .. وأشم من البلكونة ريحة غسيل الجيران .. واتبسط من منظر الجلاليب البيضا المتزهرة بتاعه عمو سعيد وابنه وهي منشورة كتف في كتف..

إزاي أقدر أنسى المخبأ الخصوصي بتاعي تحت السرير.. المخبأ اللي حطيت فيه عروستي بعد ما قلعت عنيها وقصيت شعرها ورموشها وكتبت على جسمها بالقلم الجاف (كنت فاكره ساعتها إني بأزوقها!)؟..

الموقع الجغرافي في حته شعبية .. ناس طيبين.. وبياعين خضار بيلفوا في الشوارع طول اليوم.. العيال اللي لابسة بيج بيتلكعوا كتير في الطريق لحد ما بيروحوا بعد المدرسة .. والأمهات واخدين إذن من شغلهم عشان يلحقوا يحضروا الغدا للعيال اللي لابسة بيج.. زينة ورق في رمضان وبمب في العيد.. وطبق عاشورا ماما باعتاه لطنط نعمة جارتنا ..

ممكن أقعد أحكيلكم على شقتنا القديمة لمدة 20 سنة قدام، لإن كل مفردات الوطن كانت فيها.. كفاية إنها كانت المكان اللي لازم نرجع له بعد أي سفر ونقفل بابه علينا وننام مرتاحين.. بس لو قلتولي أوصفهالكم في جملتين، هاقول ..

مكان حقيقي .. محفور في قلبي بأزميل كاتب مصري قديم..
إحساس حقيقي، وروح حقيقية .. مفتقداها جدا دلوقت..

4 Comments:

At 8:57 AM, Blogger KING TOOOT said...

الناس زمان قالوا من فات قديمة تاه
و أحنا لينا قديم فاكرينه ما بننساه
ما هو أصل لو مالناش قديم يفكـّرنا
حا يبقى لينا أزاى مستقبل بنترجاه
و عجبى
KING TOOOT
kingtooot.blogspot.com

 
At 10:03 AM, Blogger shady said...

تقصدى تقولى بكل بساطه انها كانت
مــــــــصــــــــــر

 
At 3:19 PM, Blogger ROMANTIC ROSE said...

انا حاسه بيكي يا غاده و للاحساس ده انا بقاوم بابا و ماما من سنين كل ما يقولوا نعزل .. ماقدرش اتخيل اني اسيب اوضدتي ولا مكتبي .. حتي لما ماما عملت عمره الشقه و غيرت لون اوضدتي الدنيا قامت و ما قعدتش الا لما رجعت زي ما كانت الاول .. و ماما بتتريق عليا و بتقولي انتي بتحبي الاثارات "قصدها كراكيبي" بس فعلا دي حاجه مش سهله .. ازاي الواحد لما هيتجوز هيسيب بيته و اوضدته .. برضه مش عارفه !

 
At 7:03 PM, Anonymous Anonymous said...

من أجمل الحاجات في كتابتك يا غادة التفاتك للتفاصيل ...رائحة اللافندر و الجلاليب اللي كتف في كتف..حتى غسيل الجيران ماسلمش منك :)
حقيقي رائعة

 

Post a Comment

<< Home