Monday, September 19, 2005


لائحة 79 الظالمة


كتب: أدباتي


مع بداية عام دراسى جديد –سعيد باذن الله – يعود الطلاب الى جامعاتهم واسبوع والاخر وترى قوات الحرس غلقت الابواب وقال "اين انت؟" وانتشر الامن المركزى وتعالى الهتاف وانتشرت البيانات لتجد بها مصطلح "لائحة 79الظالمة" !
والحق انى منذ دخولى الجامعة حتى تخرجى فيها لم اعرف اى من بنود هذه اللائحة لكنى رأيت اجماعا على انها "ظالمة" .ولان الظلم محرم بيننا كان لزاما ان ابحث عنها وادرسها بعينى الفاحصة . اولا نعرف ما هى الائحة ؟هى ببساطة (قانون داخلى) لكيان ما.

واصدرت لائحة 79 عشية توقيع السادات لاتفاق السلام مع اسرائيل قاصدا بذلك تحجيم –أو فلنقل تكميم- الصوت الطلابى ازاء تلك الخطوة .وبالفعل اتت اللائحة لتقضى على هيكل طلابى له قيمته على المستوى السياسى هو "الاتحاد العام لطلاب مصر".

ولم يكن ذلك اخر الالغاءات ،حيث تضمنت اللائحة:
الغاء اللجنة السياسية:ذلك بموجب المادة 11 من اللائحة ،وكان اختصاصها:

1تنظيم المحاضرات و المناظرات و الندوات و إصدار المجلات و النشرات التي من شأنها تعريف الطلاب بما يجري من أمور داخل البلاد و خارجها .

2 تعريف الطلاب بخصائص المجتمع العربي و احتياجاته و دعم دور الشباب الجامعي في العمل على تحقيق أهداف الوطن العربي.

منع أي تنظيم على أساس فئوي أو سياسي أو عقائدي داخل الجامعة بموجب المادة 332 ،وهذا يبدو جيدا لكن الواقع ان المادة نفسها اشترطت الحصول على موافقة عميد الكلية أو رئيس الجامعة بحسب الأحوال في عمل أي نشاط طلابي ( توزيع نشرات – مجلات حائط – معارض – ندوات – محاضرات – مؤتمرات )على اساس ان اصدار مجلات مثلا قد يكون قرينة لوجود تنظيم سياسى او فئوى او عقيدى مما تحرمهم اللائحة. وهكذا انت –كطالب- ممنوع من ممارسة حقك الدستورى (مادة 47 من الدستور المصرى) فى التعبير عنرأيك طالما انت داخل اسوار الجامعة .وهذا البند هو الذى يفرض علي الطلبة –حتى الان- عدم ستقدام متحدثين من خارج اسوار جامعتهم لالقاء الندوات والمحاضرات واذا اردوا غير ذلك فيشترط موافقة عميد الكلية ورئيس الجامعة!.وهو ا يقطع الطريق على الطلبة للتواصل مع اعلام الفكر.

الغاء العديد من بنود اهداف اتحاد الطلاب التى تضمنتها اللائحة السابقة(لائحة 76) وكلها اهداف وطنية يثير الغائها الحيرة ،منها مثلا:
-تزويد الطلاب بالمقومات الأساسية التي من شأنها دعم شخصياتهم و القدرة على التفكير الحر الناضج و تقوية روح الواجبات فيهم و تحمل المسئولية نحو مواطنيهم
ومساهمتهم في دفع عجلة التقدم في بلادهم.
العمل على رفع مستوى الحياة الرياضية و الاجتماعية و الثقافية للطلاب.
العمل على حل مشاكل الطلاب وتوفير أسباب الراحة ووسائل المعيشة لهم داخل الجامعة و خارجه.
تدعيم العلاقات مع المنظمات و الاتحادات الطلابية في العالم العربي و الخارجية.
وضع و تنظيم المشروعات و البرامج الطلابية القومية التي تخدم أهداف الدولة و تساهم مساهمة إيجابية في عملية البناء الاجتماعي و الرياضي و الثقافي والعمراني وتنظيم مساهمة طلاب العالم فيها بالتعاون مع الهيئات المختصة.

والغريب ان كل تلك الاهداف لاتتلاقى والسياسة بالمعنى المزعج للسلطات ،والاغرب ان السادات الذى الغى تلك البنود هو نفسه التى اقرها عام 76 !

استحداث نظام الريادة فى اتحاد الطلبة الذى لم يعد بعد اتحاد (للطلبة ) لكن بوسعنا تسميته (اتحاد الأمن والاساتذة) حيث نصت المادة رقم 328 من لائحة1979 على انه" يشكل مجلس اتحاد طلاب الكلية أو المعهد سنويا بريادة عميد الكلية أو المعهد أو من ينيبه في ذلك من أعضاء هيئة التدريس و عضوية :
- رواد لجنة مجلس الاتحاد من أعضاء هيئة التدريس و أمناء و أمناء مساعدي لجان مجلس الاتحاد من الطلاب.


تجريد الاتحاد من سلطته على امواله بالرغم من رصد الدولة اموالا-طائلة بالمناسبة- لميزانية الاتحادات الطالبية بالجامعات فان الطلبة لا يكون بمقدورهم الاستفادة منها خاصة بعد ان قيدت المادتين 329 و 333 في لائحة 79 مسألة الاستقلال المالي للاتحادات الطلابية حيث ذكرت أن رئيس الجهاز الفني لرعاية الشباب بالكلية أو المعهد هو أمين صندوق مجلس الاتحاد و مسئولا عن جميع التصرفات المالية و لا يجوز التصرف في أموال الاتحاد إلا بناء على شيكات توقع من رائد مجلس الاتحاد المختص و تعتبر أموال الاتحادات الطلابية أموالا عامة.وهكذا..بسهولة اذا اردت كعضو اتحاد-اذا استطعت ذلك!ّ
- ان تضع جزء من الميزانية تحت بند ما تواجهك بيروقراطية وفظاظة الموظف المختص .

وباختصار فان اللائحة قد قوضت الاتحاد اولا عن اخر عندما نصت المادة 332 من اللائحة على " يحق لرؤساء الجامعات أو نوابهم أو عمداء الكليات أو المعاهد أو وكلائهم بحسب الأحوال إيقاف أي قرار يصدر عن أي مجلس من مجالس اتحادات الطلاب أو لجانها يكون مخالفا للتقاليد الجامعية " !!!
فمع تلك العبارة الفضفاضة صار اتحاد الطلاب اسما رمزيا وكيانا هلاميا اعتباريا .

استقدام ميليشيات عسكرية لحفظ امن الجامعة واسم الشهرة لتلك الميليشيات (الحرس الجامعى) حيث نصت المادة ( 317 ) من لائحة 79 على " تنشأ بكل جامعة وحدة للأمن الجامعي تتبع رئيس الجامعة " و في سنة 1984 صدر القرار الجمهوري رقم 278 ليعدل تلك المادة إلى " تنشأ بكل جامعة وحدة للأمن الجامعي تتحدد مهامها في حماية منشآت الجامعة و أمنها و تتبع رئيس الجامعة مباشرة "وكان طلاب واساتذة وموظفى الجامعة محبوسين فتلزمهم حراسة او ان الجامعة متحفا اثريا يداهمه اللصوص .ثم لاحظوا معى كلمة "امنها" وحجمها الفضفاض الذى يشمل اى نشاط يمكن تأويله عى انه مساس ب"امن الجامعة".

لكن ..قد نسأل ماذا قبل وماذا بعد؟
قبل هذه اللائحة كانت اللوائح الطلابية لأعوام 68 و 75 و 76 وهذه الاخيرة وضعها اتحاد الطلاب بنفسه في مؤتمره الذي أقامه عام 76 بكلية الهندسة بشبين الكوم و ذلك بإصرارهم على هذا القرار و سارت مسيرة من شبين الكوم إلى منزل السادات في ميت أبو الكوم و طالبوه بإقرار و تصديق اللائحة الجديدة و إلا سيحدث إضراب عام في كافة جامعات مصر و بالفعل و قبل موعد الإضراب ب 24 ساعة أقر الرئيس السادات لائحة 76 و التي تعد افضل لائحة للطالب الجامعي ووافق عليها السادات شخصيا وهو ماكان انجازا على الصعيد الطلابى.

أما ماذا بعد فانه فى ظل التذمر المستمر من جانب الطلاب حيال الالئحة الحالية و تجاهل المجلس الأعلي للجامعات لاستطلاع آراء الحركات الطلابية فيما يقوم به حاليًا من إعداد لائحة طلابية جديدة بديلة عن اللائحة الصادرة عام 1979بدأ الطلاب تحركهك علةى مستوى امجتمع المدنى ففى شهر مارس الماضى جهزت القوى الطالبية مشاريع للوائح جديدة وتم
حمل مشروع اللائحة الطلابية لمركز سواسية كما نظمت جمعية التطور الديمقراطي حلقات نقاشية عدة عبرت فيها الحركات الطلابية عن الروىء المقترحة للائحة الجديدة.

3 Comments:

At 8:28 AM, Anonymous Anonymous said...

ماشى يا عم اوداباتى انت مش قلت انك حتجهز حاجة عن نوال السعداوى وتعرف الناس بيها لانى واحد من اللى ما يعرفوش عنها حاجة ولا هو كان كلام بلوجات

 
At 8:56 AM, Anonymous Anonymous said...

ياللا حتى فى دى كمان حقنا مهضوم والله يا عمالعيب مش فيهم العيب فينا احنا هل ممكن انك تلاقى حد يعمل اضراب دلوقتى علشان اللايحة تتعدل؟

 
At 7:04 AM, Anonymous Anonymous said...

لأ الموضوع مهم جدا يا أودباتي وبيوضح التغيير اللي حصل في شخصية المصريين في الفترة اللي فاتت جه منين بالضبط..التغيير للأسوأ طبعا التحول لشخصيات باهتة للأسف
فعلا الجامعة كانت المرحلة اللي الطلبة بيتعلموا فيها سياسة و إن السياسة أساسا مش كلام يودي في داهية وخلاص لأ السياسة يعني يكون لك رأي لأن السياسة لها علاقة بكل تفاصيل حياتنا

أما عن التجارب الشخصية فحدث ولا حرج:)
في سنة أولى وببراءة الأطفال حبيت أعلق قائمة بالبضائع الإسرائيلية و الأمريكية اللي المفروض نقاطعها وكان وقتها انتفاضة الأقصى و مشروع المقاطعة في أوجه..بس عنها و جه المعاون المسئول عن المبنى و خدني مكتبه مع واحدة صحبتي و لما شاف براءتنا خوفنا بس و مخدش الكارنيهات..مع ملاحظة إن ملصقات التيار الإسلامي بتتلزق يعني بس جايز محدش بيشوفهم

في سنة تانية بقى وقفت في مظاهرة و كان يوم سبت و محصلش حاجة..كويس ..يوم الاتنين والدي نبهني إن فيه مظاهرات جامدة و إني ألمها عشان شكلهم هيضربوا و قلت حاضر، بس يومها شفت اتنين أصحابي واقفين بره الجامعة فخفت عليهم و رحت أنبههم ..وبصراحة ووقفت دقيقة كده بأشوف اللي بيحصل..عنها ولقيت الزق و الضغط غير الآدمي اشتغل عشان يدخلوا الطلبة الجامعة تاني ورموا قنابل مسيلة للدموع..وكانت أول مرة أفهم يعني إيه قنابل مسيلة للدموع. دخانها فوسفوري كده و ماتعرفش تفتح عينيك و تمشي زي الأعمى واستحالة تقدر تتنفس كأن حد غطس راسك في المية وفضل سايبها تحت وإنت هتموت .. كنت هاتخنق ساعتها . وكمل اليوم بأني اتبهدلت ميه لأن عربية المطافي-اللي سبحان الله ماكنتش موجودة ساعة حريق بني سويف- كان لها استخدام فعال جدا اليوم ده في إنها تحمينا..وفعلا عور ما كرامتي الأنسانية أهدرت زي ما حصل اليوم ده.الأدهى إننا اتحبسنا لمدة ساعتين في القسم-قسم إنجليزي في كلية آداب مش قسم البوليس- لغاية ما جت عربيات الإسعاف تعلن بالميكروفون إن السكة أمان وممكن نخرج عشان نروح. اليوم ده مش هاأنساه كان أول إبريل 2002 ومشينا بعد ما خرجنا لحد الجيزة على رجلينا ووسط مضايقات و سخافات جنود الأمن المركزي المترصصين حوالين الجامعة عشان مفيش مواصلات لأن الأمن كابس

أخيرا لما كتبت أنا واتنين من أصحابي اللي عاشوا معايا التجربة مقال عنها عشان ننشرها في مجلة القسم -اللي بيمولها القسم و أساتذته بالتبرعات أساسا- اتمنع المقال ده بالذات بأوامر من نائب العميد

ياااه يا أودباتي فكرتيني

 

Post a Comment

<< Home