Monday, October 03, 2005



بروفيل: أم يحيى

كتبت مريم

شفتها لأول مرة من يومين. كانت مشتركة في الوقفة الاحتجاجية اللي نظمتها حركتا أدباء و فنانين من أجل التغيير و 5 سبتمبر يوم 28 سبتمبر. لابسة خمار رمادي ، في الخمسين أو الستين من عمرها، ضئيلة الجسم و بملامح مصرية جدا ساب عليها الغلب و التعب علامات. لكن أم يحيى مش ست عادية ...مش منهزمة ولا مكسورة ولا ماشية جنب الحيط...حواليها كده هالة من الصحيان... مفيش يأس و لا استكانة. فيه روح صاحية أوي و شغالة دينامو حماس بيوزع هنا و هناك. كانت مشغولة في وقفتها بتربط علم أصفر مكتوب عليه "كفاية" حوالين رقبتها، وكل هدومها مليانة شعارات حزب الغد و ملصقات "كفاية" وكمان كارنيه "أدباء و فنانين من أجل التغيير". شدتني أوي بنشاطها وحماسها و كلامها مع الشباب حواليها وكمان مع عساكر .

-انتي تبع حركة "كفاية" يا أم يحيى؟
-لأ ..أنا في الحزب الناصري .معايا كارنيه الحزب يعني، إنما أي مظاهرة ولا وقفة لازم أشارك فيها على طول وأقول كل اللي في نفسي..هنفضل ساكتين لحد امتى..أنا معاهم كلهم ( اللي عايزين الحرية)
-طيب مش خايفة يمسكوكي؟
-عملوها مرة و خرجت في نفس اليوم....مايقدروش يعملوا لي حاجة مادام أنا صح. اللوا العزبي دا مرة شافني في مظاهرة فقال لي" ازيك يا ستنا" ... أنا أعرفه منين دا.
تضحك و تضيف: مرة شباب المظاهرات دول مسكوه شالوه هيلا بيلا ودلقوه ع الأرض

وعيها بالقضايا السياسية ومشاركتها وتفاعلها ابتدوا- في رأيها- مع انتفاضة الأقصى. من كلامها تفهم إنها قبل كده ماكانش لها في السياسة خالص. إنما لما تسألها تفاجئك الإجابة:
-قبل كده كنت في لجنة الإغاثة في نقابة الأطباء أيام حرب البوسنة!

حبيت فعلا أعرف منين جالها الوعي ده؟ ببساطة ردت:
-أنا ابتديت أشارك لما عرفت ديني صح، الساكت عن الحق شيطان أخرس. أنا زعلت قوي لما عرفت إن
الشباب في ميت غمر بييجوا من بلدهم يشتغلوا هنا ويروَحوا تاني بلدهم كل يوم و بمتين جنيه بس في الشهر. سكتت شوية وبعدين قالت:
-دا حتى المشايخ الكويسين منعوهم من الجوامع

ورغم إنها خرجت من المدرسة في ستة ابتدائي ويادوب بتقرا خفيف، إلا إنها مهتمة جدا بممارسة حقوقها السياسية كلها-على عكس أختها مدرسة الإنجليزي. لكن لما راحت تصوت في الانتخابات اللي فاتت مالقتش اسمها في الكشوف. لفِت على اللجنتين الانتخابيتين اللي في منطقتها. إنما كل ما تروح واحدة يقولوا لها اسمك مش هنا.
-وعملتي ايه؟
-أبدا.. كل ما أروح لجنة أقوم هاتفة: يسقط مبارك و كلاب مبارك وأسيب لهم المكان وأمشي

أم يحيى ست مصرية بسيطة ومكافحة. شقيْت على يحيى لغاية ما ربته و كبرته و جوزته كمان. ودلوقتي عندها حفيدة عمرها أربع سنين وحفيد عمره سنتين. ولأنها رايحة وهما جايين مُصرة إنها تتكلم وترفع صوتها عشان تبني لهم مستقبل أجمل. السنة دي لما اشترت لهم فوانيس رمضان، حفيدتها قالت لها عايزاكي تشتري لي الفانوس لغاية ما اتجوز . بضحكة صافية:
-شفتي جيل آخر زمن...طالعين عايزين يتجوزوا على طول



3 Comments:

At 1:55 PM, Blogger shady said...

قلناها قبل كده عمر التعليم ما كان دليل حكمه ورشاد
ومن أوتى الحكمة فقد أوتى خيراً كثيرا

 
At 5:42 AM, Blogger allfollowsome said...

الكرامة لسه موجودة والله

 
At 3:11 AM, Blogger أحمـــــد علـــــــى said...

للأسف أنا لست من القاهرة ولم يتصادف وجودى أثناء حدوث أى مظاهرة.. لذا أرجو من أى من يقابلها أن يبلغها تقديرى وتحيتى .. ثم يسألها علام ربت ابنها؟ هل له دور فعال مثلها أم أنه كما تنعم فى خيرها صغيرا يختبئ الآن فى ظلها كبيرا
الجيل الجديد والجيل الأجدد هما الأمل .. بدأ التغيير الآن ولكن القادم هو الرهان الكبير.. هم جيل النصر إن ربيناهم على العزة.
الكلام عن تعليمها المحدود مفروغ منه فليس للوطنية ارتياط شرطى بالتعليم.. وكم من جامعى لا يدرى شيئا مما يحدث لا فى مصر ولا فى غيرها ولا يشاهد من التلفاز إلا ميلودى ومزيكا ولا يقرأ فى الجرائد إلا صفحات الرياضة

 

Post a Comment

<< Home