Monday, August 22, 2005



الحزب الذي ولد ميتا


كتب: محمد عبد اللطيف حجازي

استبشرنا خيرا بمولد حزب مصري جديد للشباب قالوا أنه يمثل تطلعات الشباب المصري الذي أفقده النظام الدكتاتوري الأمل في المستقبل، وقالواأنهم قد سئموا حديث العجائز الذين أصبحواخارج مسار ذلك المستقبل بعد أن فقدواالماضي- والحاضر. قلنا أن المستقبل لهم وأننا نبارك خطواتهم وندعو لهم بالتوفيق.

أصبح لحزب "شباب مصر" رئيس وجريدة، وتلك هي رواسي الأحزاب المصرية في العصر المبارك الذي نعيشه. لم تتوفر للحزب الوليد شروط التعجيز – التي فرضها النظام الدكتاتوري لدخول الانتخابات بمرشح عنه. ولو كان قد تم السماح للحزب بدخول الانتخابات فمن المؤكد أنه كان يفوض عنه رئيس الحزب الشاب النابه" أحمد عبد الهادي" صاحب الجريدة والحزب.

جاءت المفاجأة بعد أن تم الإعلان عن أسماء المرشحين لانتخابات الرئاسة القادمة فإذا بالدور الحقيقي للسيد أحمد عبد الهادي يتضح جليا وهو أنه ليس أكثر من أحد أعمدة الديكور الخاص بمسرحية" الكوميديا الانتخابية في أزهى عصور الديمقراطية"، خرج علينا السيد أحمد عبد الهادي مبايعا للدكتاتور مسبحا بحمده قائلا في تبجح بأن كافة المرشحين الآخرين ليسوا في عبقرية بقرتنا الضحوك.

المضحك المبكي هو أنه لو كانوا قد سمحوا للسيد أحمد عبد الهادي بدخول الانتخابات فإنه يقع - طبقا لاكتشافه العبقري - في نفس الفئة التي صنفها سيادته بأنها فئة النكرات عند المقارنة بالرئيس الحالي الذي حقق المعجزات خلال ربع القرن الماضي.

عند قراءتي لتاريخ" كفاح" السيد أحمد عبد الهادي اتضح أنه قد سبق اعتقاله في سجون العهد السعيد، وكلنا يعرف ما يتعرض له المسجون السياسي من صنوف القهر والتعذيب ومحاولات غسيل المخ للشباب عن طريق" الحوار" بمعرفة الإخصائيين.

فهل كان الإفراج عن السيد أحمد عبد الهادي مقترنا باتفاق معه على دوره المستقبلي في الترويج لعودة الدكتاتور؟ سؤال إجابته الصحيحة عند ربي، أما إذا سألنا السيد أحمد عبد الهادي في ذلك فسيكون له إجابة قد تخالف ما قد يكون عند ربي.

السيد أحمد عبد الهادي قدم لنا تفسيرات بهلوانية لقراره تأييد إعادة انتخاب حسني مبارك بل قال أن من حق الدكتاتور أن يعاد ترشيحه عشرات المرات ليس فقط مبارك بل مبارك وابنه وزوجته إذا أرادت. وأراد السيد أحمد عبد الهادي أن يدلل على صحة موقفه فساق لنا مثالا أعرجا عن جورج بوش الأب الذي خلفه الإبن ونسي عامدا القول بأن بوش الأب انتهى بعد فترتين في الحكم وأن بوش الإبن ليس له حق الترشيح لفترة قادمة وأن الدستور الأمريكي لا يمكن تعديله ليناسب هوى بوش الأب أو الإبن أو الحفيد.

نحمد الله على أن السيد أحمد عبد الهادي وحزبه الهزيل لا يمثلون كل "شباب صر" إنما مثلون نفسهم شريحة ضئيلة من شرائح لشباب المصري الذي يرفض مبارك والتبعية للصهيونية الأمريكية، وليس عندي للسيد أحمد عبد الهادي ومن كان مثله من المتمسحين ببلاط السلطة الدكتاتورية سوى التعبير المصري العامي "اللي اختشوا ماتوا".


3 Comments:

At 4:39 AM, Blogger shady said...

هو فى حاجه اصلا اسمها حزب شباب وحزب عواجيز هل الافكار فى الاصل تقاس بالسن الفكره من البدايه مغرقه فى السطحيه فلا تستعجب اذا انتجت قياده مغرقه فى الانتهازيه وهكذا ينضم السيد الشاب عبد الهادى الى الشيخ احمد الصباح بتاع الطرابيش ولا فرق بين شاب وشيخ عندما تكون الانتهازيه ومسح الجوخ والتفاهه سيدة الموقف
وانا لله وانا اليه راجعون

 
At 5:45 AM, Blogger Ghada said...

الضجة اللي حصلت على الحزب ده قبل ما يطلع، وإزاي إنه اتمنع وبعدين حاربو عشان ياخدو التصريح، خلت الواحد يقول إن "شباب مصر" مخوف الحكومة .. وليه ماننضمش ليهم وكلام عبيط كده ..

بس لما طلعوا فكروني ب"تمخض الجمل" .. آه صحيح .. زميلي محمد هشام عمل مع أحمد عبد الهادي الحوار واستفزتني جدا حتة التوريث..
http://boswtol.com/nabadat/daif_54_01.html

 
At 12:23 PM, Blogger محمد هشام عبيه said...

أنا محمد هشام عبيه!!
وإيه يعني..هنخاف ونترعب يعني
ولاحاجة طبعا..بس عندي اعتراف..
أنا اللي عملت الحور مع أحمد عبد الهادي في بص وطل اللي العزيزة غادةو اشارت له مشكورة في التعليق اللي فوقي لزم..
الحقيقة أنا طلعت من عند الراجل كنت عاوز أضرب نفسي ميت ألف ..... عشان اتبهلت في عقلي وعملت معاه حوار..مش لأنه بيحب مبارك..ولامبسوط من اسم النبي حارسه جمال..ياعم براحته..بس لأني اتخدعت فيه لمدة سنتين ..كنت أراسل فيهم مجلته على الانترنت شباب مصر..وأدعو الله أن يجي اليوم الذي يكلل الله فيها بجهود هذا المسكين ويطلع حزبه للنور..المفاجأة أن الأخ أحمد اللي عملي فيها وطني وبيطنطن ..طلع من عينة الرفيق مصطفى بكري..بق كبير..وحنجرة ع الفاضي..ومن هذه النوعية التي تضع كل مفاسد البلد على رجال الرئيس لكنها ترى في الرئيس مثالا ونموذجا للشرف وكأن من يختار رجال الرئيس واحد تاني غير مبارك!!
وهو بهذا ينضم إلى كتيبة الصحفيين والسياسيين الذين يستثنون الرئيس من النقد..لأنه الرئيس طبعا ودي محتاجة كلام!ا
في حواري معه..قال جملة حذفتها من النشر حرصا مني على أن يظهر بمظهر لائق..بعد أن احتدم الحوار بينا حول الاستفادة من الضغوط الخارجية في الإصلاح"هو يرفضها وأنا أرحب بها" قلت وماذا نفعل إذا كانت احزاب المعارضة ضعيفة ولاتقدر على التغيير ..قال لي بالحرف:يبقى نرضى باللقمة اللي يرميها لنا الحزب الوطني!!ا
اظن نضال الرجل ظهر ووضح..
ربما يقرأأحمد بعد الهادي هذا الكلام..ولعل سيغضب ظن منه أني صديق له ..إلا أن عليه ألا يغضب لأني أنا الآخر كنت أظنه صديقا لي..ولم يكن..ا

 

Post a Comment

<< Home