Sunday, August 14, 2005




سحر الموجي والميكروفون وأنا



كتبت:
غادة


حسنا حسنا .. أعترف لكم بأنني لا أستطيع مقاومة الكتابة عنها أكثر من ذلك..ربما سرقني الوقت، وربما –وأعتقد أن هذا هو الأوقع- خفت أن أكتب عنها فأبخسها حقها. أعرف أن هناك أكواما من الأوراق في انتظاري، وأعرف أني ساضطر للمكوث في المكتب بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية كي أدفع ثمن كلماتي هذه، ولكن لا فائدة .. سأكتب عنها ..والآن.

ليست الكتابة عنها بالشيء السهل، فهي، كالحلم، لا تلبث أن تعيشه وتمسك بتفاصيله الصغيرة، حتى يذوب بين يديك. عرفتها منذ أربع سنوات ..تسلل صوتها الرخيم إلى قلبي دون أن أشعر عبر الإذاعة في برنامجها "اعرف نفسك" على موجة البرنامج الأوروبي فأدمنت سماعها. وكانت الطقوس: سحر الموجي في أيام الآحاد الشتوية مع كوب الكاكاو الساخن ورواية من الأدب الانجليزي (عادة ما كنت أتركها جانبا بمجرد بدأ النقاش). كنت أتصل بها في البرنامج كثيرا كي أمارس معها هوايتي الأثيرة في "اللماضة".

كانت تتحدث عن الذات –أعقد ما يكون- ببساطة غير مسبوقة، وحين كنت أكلمها، كانت غرفي المغلقة تفتح أمامها..بأسرارها ونجومها وكراكيبها أيضا بسهولة بالغة. ثم عرفتها على الورق، وتابعتها بشغف ونهم.. فأيقظت روح التمرد داخلي من سباتها العميق.. و ايقظت عيني الباحثة دوما عن الجمال..أخبرتني بأن هناك ثمة كلمة اسمها "لا" يحق للفرد أن يستخدمها عند اللزوم.

اتصلت بي منذ فترة "عاوزاكي تكوني ضيفتي في برنامجي بتاع الإذاعة"، بعد أن قابلتها وتوطدت علاقتنا أكثر. البرنامج على الهواء مباشرة، ومن المفترض أن نناقش فيه بعض القصص القصيرة والاشعار التي جاءت للبرنامج. لم أفكر كثيرا، فقد كان هناك دافعا أكبر مني يحثني على الذهاب..ساراها أخيرا بعد فترة غياب.

وأمام الميكروفون والهواء .. نسيت الرهبة ونسيت كل شيء سوى أنني معها أخيرا .. اناقشها واستمتع بدفء حديثها..ووقعت أسيرة الاعجاب بتألقها المعهود الذي لم يخبو بالرغم مما تمر به من أوقات عصيبة. استمتعت بوجودها معي، وبوجودي إلى جوارها .. واستمتعت بالميكروفون ومارست لذة الحديث مع الناس على الهواء. ووددت فعلا لو تجمد الزمن عند هذه اللحظة واستمرت دردشتنا عن الأدب وعن الكتابة للأبد.


أعترف بأنني لا أقابلها كثيرا، وأقصر في حقها أكثر، ولكن الشيء الوحيد الذي أصبر به نفسي هو أنها تسكن داخلي .. تحت جلدي كزهرة برية لا ينقصها الندى. انشد الدفء في ابتسامتها والحكمة في كلامها. كاللحن القديم هي، مهما توارى، اجده يسكن في مكان ما بين طيات الروح. اعذريني لقلة حيلتي، واعذريني إن "فعصتك تماما" عندما ارتميت في أحضانك عند اللقاء!


5 Comments:

At 9:56 PM, Blogger KING TOOOT said...

طلبت منكى يا غادة أن تبلغينى بميعاد هذة الحلقه
و أخذت منكى وعدا ً لم يتم
كنت أتمنى أن أتابع طالما لم يسعفنى الوقت لقبول دعوتك كمشارك
KING TOOOT
kingtooot.blogspot.com

 
At 4:04 AM, Blogger Ghada said...

كينج توت ..لقد قمت بارسال إيميلات لكل المشاركين بالموقع بموعد إذاعة الحفلة ..
ربما سقط إيميلك سهوا .. خطأ غير مقصود أكيد

يبدو أنني وحدي من استمعت لي!
أكرر اعتذاري

 
At 6:08 AM, Blogger Nour said...

إزاي يا غدغود بس

و أنا رحت فين؟؟

دانا سمعت و أتصلت كمان

و الحلقة كانت جميلة جدا والله

 
At 7:22 AM, Blogger KING TOOOT said...

غادة
مافيش داعى للأعتزار ,, و جل من لا يسهو
نور
يا بختيك يا نور
و كفايه غيظ بقى علشان ما أتحسرش
KING TOOOT
kingtooot.blogspot.com

 
At 9:52 AM, Blogger Doaa Samir said...

أنا سمعت أول مرة اللي كتبتِ بعدها اليومية اللطيفة دي يا غدغود.. وفاكرة إننا كنا في الشتا.. وأنا قعدت ولفيت نفسي ببطانية في انتظار البرنامجزز وطبعا في الشتا -الله يرحم- كنا بننزل بدري ونوصل البيت معقول.. والساعة 9 و10 في الشتا معناها بطانية ودفاية وشرابات قطن ثقيلة وياسلام لو كوباية نعناع... ولما بدأت أنعس وأنا قاعدة ع السرير، رحت عشان أضمن استيقاظي حطيت شلته ع الأرض ولفيت نفسي بالبطانية وسندت ظهري لسحارة السرير و... مانمتش
المرة التانية بقى
كااان نفسي أسمعها.. بس وصلت البيت الساعة 11 ونص -احم، في الصيف- وكنت جاية من أمسية عمر.. ولقيت إنه تم الاستيلاء على الراديو السوني اللي بييجي عليه البرنامج الأوروبي.. وباءت محاولتي المسكينة بالفشل الذريع.. عقبال ما يبقى لينا إذاعة وبراحتنا

 

Post a Comment

<< Home